دراسة حديثة من شركة eMarketer تقول أن 84% من شركات التسويق تخطط للإعلان عبر المشاهير في عالم التواصل الاجتماعي , دراسة أخرى تتكلم عن أن إيرادات مشاهير انستقرام فقط قد تتجاوز 570 مليون دولار في عام 2017 , نمو هائل في الاستثمار في التسويق عبر مشاهير قنوات التواصل في العالم بشكل عام و في السعودية بشكل خاص ..
التسويق عبر المشاهير ليس وليد الصدفة , لم يبدأ مع نمو مواقع التواصل , و لكن بدأ منذ بداية التسويق و الإعلان , سابقا كان التركيز على نجوم السينما , الرياضيين و الفنانين , تحول هذا الشيء إلى ما نشاهده الان بعد نمو مواقع التواصل و انكشاف العالم على بعضه , هذا الانكشاف و الرغبة في الشهرة دفع الكثير لتصدر المشهد ,بأي طريقة كانت حتى لو كان بالتنازل عن بعض القيم بهدف الحصول على قطعة بسيطة من هذا المال المتدفق من قبل شركات التسويق
هذا النمو الكبير رسم خلطا كبيرا بين من فكرة التسويق عبر المشاهير و التسويق عبر المؤثرين ,, فرق كبير بين الاثنين سواء في العرف الاجتماعي و المنطق أو حتى في التسويق و قطاع الاعمال . عادة المؤثر هو شخص مختص في موضوع محدد قد لا يكون لديه جمهور كبير جدا .. ولكنه مؤثر في مواضيع بعينها قد يكون بدأ من عالم الشبكات الاجتماعية و هو الاغلب .. ركز على مواضيع معينة .. كالسفر أو التقنية أو الاقتصاد أو غيره .. جمع جمهورا مهتما بهذه المواضيع و خلق مصداقية في هذه المواضيع و اصبح صاحب تأثير عالي . عكس المشهور الذي يركز على الظهور دون التركيز على موضوع محدد .. جمع عدد كبيرا من المتابعين على منصات التواصل باهتمامات مختلفة و قد لا تكون متقاربة , في الاغلب بدأ من منصات الاعلام التقليدي أو استخدم منصات الاعلام التقليدي لتعزيز هذه الشهرة ..
هذا الخلط قاد إلى تشويه سوق الإعلان الرقمي في العالم و هنا بشكل أدق , علامات تجارية تستخدم مشاهير في اعتقادها أن هؤلاء مؤثرين و قد لا تحصل على ما ترجوه من نتائج و العكس تماما , ملايين تصرف دون وضع معايير حقيقية لقياس العائد على الاستثمار أو تكلفة الظهور أو التفاعل , كما هو معروف عبر الإعلان عبر أي منصة تقنية مثل قوقل أو فيسبوك أو تويتر .. ما نسميه معايير التسعير ( CPC, CPE , CPM .. etc ) , كل ذلك قاد المختصين و الباحثين عن إيجاد ما هو مناسب لضبط ذلك , بداية من وضع مؤشرات لقياس المؤثر كما فعلت شركات مثل (Klout, Kred) أو قيام عدد من الشركات في العالم بإطلاق منصات خاصة ببناء حملات تسويقية ذات جودة عالية عبر المؤثرين مثل منصة tapinfluence و منصة indahash و منصة traackr وغيرها .. مع توضيح للنتائج المتوقعة و شفافية في الأسعار, هذه المنصات قد لا تنجح في سوقنا المحلي الذي يقوم على العلاقات بشكل أكبر خاصة في التسويق عبر المشاهير , و بالرغم من كل المحاولات لتنظيمه لكني أعتقد أن الرحلة طويلة …
هذا الخلط أيضا قاد مجموعة من الشركات لدراسة هذه الحملات ووجدوا أن أكثر الحملات التي تحقق نجاح أكبر هي ليست الحملات المعتمدة على المشاهير و لكن على المؤثرين و خاصة المؤثرين الصغار كما يسمونهم ( Micro – Influencers ) , ففي مقالة نشرها موقع Adweek المختص في التسويق , ذكرت أن بعض الحملات التي تم نشرها عبر المؤثرين الصغار و الذين لا يتجاوز عدد متابعينهم 30 ألف متابع , حققت نتائج تفوق 6 أضعاف ما حققته الحملات عبر المشاهير . وبحسب دراسات أخرى وجدوا أن المؤثر الصغير الذي لديه متابعين بحدود 10 آلف متابع قد تصل نسبة التفاعل لديه 4% مقارنة ب 1.7 % للمؤثرين أصحاب الحسابات التي يزيد متابعيها عن 100 ألف
فكرة التسويق عبر المؤثر الصغير ( Micro – Influencers ) تتلخص في البحث عن مجموعة مختصة في مواضيع محددة و لديها مصداقية لدى جمهورها الذي قد لا يتجاوز 100 ألف و بناء علاقة معهم بهدف نشر أو ترويج محتوى العلامة التجارية ذات العلاقة بالمواضيع التي يتحدث فيها هؤلاء المؤثرين .. دون أن يؤثر ذلك على مصداقية الطرفين … كما تفعل بعض شركات التقنية باستهداف و بناء علاقات طويلة مع بعض مؤثري التقنية و المختصين في الحديث عنها , هذا النوع من التسويق قد لا يناسب كل القطاعات و العلامات التجارية , لكن تأثيره أوسع و مصداقيه أعلى من التسويق العشوائي عبر المشاهير